أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «أدنوك» ومجموعة شركاتها، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة «XRG»، أن دولة الإمارات نجحت، بفضل رؤيتها الاستباقية، في ترسيخ مكانتها العالمية كشريك رئيسي في صناعة المستقبل، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والطاقة. جاء ذلك خلال كلمته في الدورة التاسعة من «منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي» في واشنطن.
الإمارات تقود ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي عبر الشراكات الدولية
أكد الجابر أن دولة الإمارات، عبر نهجها القائم على التعاون الدولي وبناء شراكات استراتيجية، تسهم بفعالية في خلق مستقبل أفضل للبشرية. وبيّن أن العلاقة الإماراتية – الأميركية تُعد نموذجاً لهذه الشراكات، حيث تمتد إلى 18 ولاية أميركية تشمل أكثر من 50 منشأة تعمل في مجالات الغاز، الكيماويات، الطاقة المتجددة، والبنية التحتية.
الجابر: ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي تتطلب نقلة نوعية في الاستثمار
شدد الجابر على أن الذكاء الاصطناعي والطاقة يشكلان توأماً لا ينفصل في قيادة عجلة التقدم، مشيراً إلى أن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي تتطلب تحوّلاً نوعياً في استثمارات وسياسات قطاع الطاقة، إضافة إلى تطوير بنيته التحتية بشكل جذري. وأكد أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد برمجيات وأكواد، بل منظومة تعتمد بشكل أساسي على الطاقة.
البنية التحتية القديمة لا تكفي لدعم ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي
أوضح الجابر أن كل تقدم في أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي يتطلب استهلاكاً متزايداً للطاقة، وأن البنية التحتية الحالية غير مؤهلة لمواكبة هذا الطلب. وكشف أن الولايات المتحدة وحدها ستحتاج إلى إضافة ما بين 50 و150 غيغاواط من الكهرباء بحلول 2030، وهو ما يعادل استهلاك عشرات المدن الكبرى.
الولايات المتحدة شريك استراتيجي في ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي
قال الجابر إن الولايات المتحدة تشكل أولوية استثمارية لدولة الإمارات، وأن شركاتها تُعد من أكبر شركاء الامتيازات النفطية في الدولة، حيث تشارك في مختلف مراحل الإنتاج، التكرير، والتسويق. كما أشار إلى أن شركة «XRG» شريك رئيسي في أكبر منشأة للغاز الطبيعي المسال في تكساس، بينما بلغت القدرة التشغيلية لشركة «مصدر» للطاقة المتجددة 5.5 غيغاواط داخل الأراضي الأميركية.
مراكز البيانات محرك جديد في ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي
نبّه الجابر إلى أن أي مركز بيانات جديد قد يستهلك نفس كمية الكهرباء التي تستهلكها مدينة مثل بيتسبرغ، مما يضع تحدياً ضخماً أمام شبكات الكهرباء التقليدية، ويخلق في المقابل فرصاً استثمارية استثنائية في مجالات الطاقة الذكية والتقنيات الحديثة.
الطاقة النووية والتقنيات الحديثة لدعم ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي
شدد الجابر على ضرورة تحقيق تقدم في تقنيات المستقبل مثل المفاعلات المعيارية الصغيرة والطاقة الاندماجية، داعياً إلى اتباع نهج عملي وواقعي يتضمّن إعادة تفعيل الطاقة النووية، وعدم إغلاق محطات الطاقة القائمة بشكل مبكر دون بدائل جاهزة.
الإمارات تدعو إلى نهج عملي لدعم ثورة الطاقة والذكاء الاصطناعي إقليمياً
في ختام كلمته، تطرّق الجابر إلى الأوضاع الإقليمية وأكد أن دولة الإمارات ملتزمة بالحوار والحلول الدبلوماسية لخفض التصعيد، مشدداً على ضرورة احترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي، لما لذلك من أهمية في ضمان أمن الطاقة واستقرار الأسواق.